التصوف الإسلامي في مكة المكرمة (نشأته - آدابه - رحلاته) | ||
مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعة | ||
Article 1, Volume 9, Issue 30, May 2014, Pages 445-478 | ||
Author | ||
قيس كاظم الجنابي | ||
Abstract | ||
من خلال ما سبق ذكره، يمكن القول ان التصوف الإسلامي نشأ أولاً في مدينة البصرة، ثم انتقل إلى خرسان وبغداد، ثم انتقل بطرق شتى إلى الكثير من الامصار الإسلامية، بينما انتقل إلى مكة المكرمة من خلال رحلات المتصوفة إلى مكة حجاجاً ومعتمرين؛ ثم ترسخ وجودهم فيها بالمجاورة والإقامة، وكان لهم في كل ذلك آداب، منها آداب الرحلة اليها، وآداب الطواف، وآداب المجاورة، وآداب الإقامة والسكن، وقد اقترنت حياتهم وسلوكهم بوصفهم طائفة خاصة لها كيانها وملامحها، وان بدوا متفرقين، فهم يلتزمون التزاماً كبيراً، بطاعة المريد لشيخه، فكانت مكة بالنسبة لهم تشكل محوراً مركزياً، ومكاناً مقدساً له اجواؤه الروحانية، تقربهم إلى لقاء الحبيب، وهنا يتفجر الحب الالهي، وتتفتح القرائح، فينشدون الشعر، ويعقدون حلقات الذكر.لقد توصل الباحث إلى عدة مؤشرات حول علاقة المتصوفة بمكة المكرمة، يمكن ملاحظة أهمها:1- تركزت علاقة المتصوفة بمكة بسلوك خاص، في اداء المناسك، والتعامل مع الاخرين وضرورة اللقاء بين المتصوفة للتذاكر في امرهم، وتفقد بعضهم البعض، حتى انهم كانوا يعرف بعضهم البعض، من دون الاعتماد على الاسلوب المعتمد في التعارف عند عامة المسلمين، ثم اتسع مجال اداء المناسك، إلى المجاورة بمكة أو الإقامة بها وسكنها، من اجل كسب المنافع الروحية التي كانت تمنحهم القوة للاتصال بينهم وبين الذات العليا.2- ان لكل هذه الامور، طريق الحج، الطواف، المجاورة، الإقامة، آداب خاصة يتميز بها المتصوفة عن غيرهم، على وفق ما يقتضيه منهجهم الاخلاقي، وسلوكهم النابع عن طاعة المريد للشيخ من دون مناقشة.فبَرز لنا وجود خلاف في الكراهية المجاورة، أو تحبيبها إليهم. 3- قسم المتصوفة حجاجهم إلى ثلاثة أصناف: الأول: من حجَّ حجّ المسلمين الاخرين، والثاني: الذين تركوا الاوطان، ورحلوا إلى بيت الله الحرام، بلا زاد ولا ماء ولا راحلة. والثالث، من اختار المقام بمكة والمجاورة بها.4- لهم آداب خاصة بالحج، أبرزها اخذ المريد الأدب من شيخه، لأنه من خالف شيخه يحصل له في الطريق غاية الندم. ولهم آداب خاصة بالطواف، تقترن بالحب الإلهي، وإنشاد السفر بعض الأحيان، وهم يركزون على التجرد التام عن الدنيا، وطرد كل فكرة تتعلق بها، لان على المتصوف ان يمثل دور الفقير بكل ما يعنيه الفقر من معنى.5- كما ولهم آداب في الإقامة بمكة، ابرزها صيانة الفقر، وقضاء الحاجة بعيداً عن الحرم، والعيش بأبسط الطعام والشراب.6- عبرت رحلات المتصوفة إلى مكة عن سلوكيات خاصة للمتصوفة، بدأها اوائل المتصوفة، من امثال إبراهيم ادهم، منذ منتصف القرن الثاني حتى أواخر القرن الخامس الهجريين. 8- أما إصدارهم عنها، فلا يخضع لقوانين محددة، ولكنه - كما يبدو- يخضع لاجتهادهم الشخصي. | ||
Keywords | ||
التصوف; الإسلامي; في مكة; المكرمة; نشأته; آدابه; رحلاته | ||
Statistics Article View: 22 PDF Download: 1 |