الضمير في التفسير الحدسي والتفسير التجريبي "دراسة فلسفية" | ||
مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعة | ||
Article 1, Volume 9, Issue 30, May 2014, Pages 291-327 | ||
Author | ||
سامي شهيد مشكور | ||
Abstract | ||
تناولت في هذا البحث "الضمير" عند أصحاب المذهب الحدسي والمذهب التجريبي وكيف فسّر كلّ منهم "الضمير" وما موقفهم منه. وتوصلت إلى نتائج لعل أهمها ما يأتي:1- يرى أصحاب المذهب الحدسي الضمير أنّه هو الوعي الأخلاقي والشعور المميز بين الخير والشر ومحاكمة الذات ومحاسبتها ومراقبتها على وفق المعايير، وتكون عقوبات الضمير في التأنيب الضميري، وفي هذه الحال يشعر الإنسان بالألم الأخلاقي؛ لأنه قام بفعل سيّء أو عمل آثم. وهذا التأنيب الضميري هو رادع يشعر الإنسان برضى "الضمير" عند شعورنا بأننا قمنا بما كان يجب علينا فعله يكافئ الفاعل نفسه وترضى الذات، فالمكافآت الذاتية تتمثل بذلك الشعور الايجابي بالارتياح؛ لأننا أدينا الواجب أو من جهة أخرى لأننا لم نقع في خطأ رأينا الآخرين يقعون فيه. ونجد ذلك عند "كانت" الذي صوّر الضمير في صورة العقل العملي الذي يصدر أحكامه على الأفعال الإنسانية، إذ يقول يوجد عقل عملي فطري بمعنى أنَّ مبادئه أولية نزن ونحكم به على خيراتنا وشرورنا، والضمير عنده شعور بإلزام خلقي يحدد ما ينبغي إتيانه وتجنبه من الأفعال. و"الواجب عند "كانت" هو العمل على وفق القانون الأخلاقي الذي ينبغي أن يسيّر سلوكنا بمقتضاه.2- يرى أصحاب المدرسة الخلقية "الضمير" حشداً من الغرائز وخليطاً من الانفعالات والعواطف، وهذا الضمير يقيم في قلب الإنسان، وهذا الخليط من المشاعر هو الذي يشعرنا بالارتياح حين نأتي خيراً أو بالاستياء حين نقترف شراً، وهكذا ترتد قوانين الأخلاق عند أتباع هذا الاتجاه إلى هذه الحاسة، ومن هنا تشابه فكرة الضمير عند "بطلر" والعقل العملي عند "كانت". أمّا "بطلر" فقد صوّر "الضمير" قوة حدسية عقلية مدركة متميزة من غيرها من قوى الإنسان تهيمن على أهواء الإنسان ودوافعه وشهواته ونوازعه، وأنّ أحكامها لا تقوم على استدلال منطقي أو تفكير نظري معقد. ووظيفة الضمير تعيين المدى أو الحد المسموح له للدوافع الجزئية.3- رفض المذهب الحدسي في الأخلاق التعامل مع العلوم الاجتماعية بإنكار إمكان وجود أية صلة بعلم النفس وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا والاقتصاد والعلوم السياسية والتاريخ بالأخلاق، لذلك يكون الموقف الحدسي مخالفا لمذهب النسبية. وعلى الطرف الثاني المعاكس يرى التجريبيون على اختلاف مدارسهم أنَّ "الضمير" هو محصلة الحياة، ومنتوج التجربة الفردية والاجتماعية، فهنا تستدعي العادة والتجربة، وتداعي المعاني، والبحث عن اللذة والمنفعة وما إلى ذلك، تلك المفاهيم التي تفسّر في نظر صاحبها العقل وتفسّر الضمير أيضاً، وقد يضع بعضهم إلى جانب المفاهيم السابقة مُثُلا أخرى منها: التربية، التطور، أو الأعراف لتفسير الضمير، فقد أنكر هؤلاء وجود قوة فطرية في نفوس الناس بحسب ما ذهب الحدسيون، وردوا نشأة الخير والشر إلى التجربة، وبذلك علقوا الأخلاق على جزئياتها، فلم يعترف "بنتام" ـ وهو من أقطاب مذهب المنفعة العامة ـ، بوجود مبدأ "الضمير"، ويحرص على ربط الأخلاق بنتائج الأفعال، إذ يرى أنَّ مبدأ اللذة والسعادة أو المنفعة هي الوسيلة التي يختار الناس على أساسها أفعالهم وكلّ ما يقال غير ذلك مجرد وهم. 4- أمّا أصحاب المدرسة الاجتماعية فعدّوا "الضمير" يعكس بيئة الجماعة وتلتقي فيه تعاليمها، فالإنسان ابن عصره ووليد بيئته، فالفرد يتلقّى توجيهات المجتمع ويستجيب لها راضياً أو كارهاً، أمّا أصحاب مذهب التطور، ومنهم "سبنسر" الذي يرى أنَّ الأخلاق ليست سوى تراكم للخبرات التي تتشكل منها الطبيعة الإنسانية، فالأخلاق وإن نعهدها اليوم كما لو كانت معطيات قبلية يتوارثها الأفراد ويسلكون على ضوئها، إلا أنّها في الحقيقة نتاج التجربة والخبرة الإنسانية، فالنظرية التطورية في تكوين "الضمير" الأخلاقي تفترض وراثة الأخلاق المكتسبة.5- أمّا أصحاب مذهب التحليل النفسي ومنهم "فرويد" فيرى أنَّ الضمير هو حاصل الضغوط الأبوية على الطفل وهي ضغوط تتألف من أوامر ونواه وتحريمات منها ما يتكوّن ما سماه فرويد: "الأنا الفوقاني". أمّا "أدلر" ـ وهو تلميذ "فرويد"ـ فيقول: إنَّ "الضمير" لا يتضمن أكثر أو أقلّ من القواعد والأصول التي يتلقاها الطفل على من يقوم بتنشئته، ويمثل الضمير أول الأمر رغبات الأهل ثم رغبات الجماعة ونظمها فيكون "الضمير" دليلاً على إدراك المرء لمطالب الجماعة. | ||
Keywords | ||
الضمير; في التفسير; الحدسي; والتفسير; التجريبي; دراسة; فلسفية | ||
Statistics Article View: 35 PDF Download: 1 |