مـدينة دمشـق في كتب الرحالة العرب | ||
مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعة | ||
Article 1, Volume 7, Issue 19, March 2012, Pages 519-544 | ||
Authors | ||
م.م. حيدر مجيد حسين; م.م. علي منفي شراد | ||
Abstract | ||
عرف العرب الرحلة قبل الإسلام فمارس بعضهم الترحال في مواطنهم والبلدان المتاخمة لهم، وقاموا برحلتي الشتاء والصيف، ورحل بعضهم عن طريق السفن فوصلوا إلى الهند وأفريقيا. ولما انتشر الإسلام واتسعت رقعة دولته، وما أن جاء القرن الثالث الهجري، حتى كانت جيوش العرب تفتح بلاد ما وراء النهر وبلاد الأندلس، فصارت إمبراطورية العرب المسلمين ممتدة من حدود الهند والصين شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن آسيا الوسطى وجبال القوقاز شمالاً، إلى الصحراء الأفريقية الكبرى جنوباً، ويومها لم يكن في هذه الدولة الواسعة جواز سفر ولا تأشيرة خروج من بلد لآخر،مما سهل الرحلة لمن أراد السفر في طلب العلم أو التجارة أو كليهما معاً.وأكثر الرحالة العرب في العصور الأولى والوسطى، ودونوا ما شاهدوه وما سمعوه وما لاقوه في رحلاتهم بسرد سلس، ووصف رائع للأحداث، ودخل معظم الرحالة مدينة دمشق، وأقاموا بين جنباتها إما لطلب العلم أو للتجارة، وتنزهوا في غوطتها وروابيها.تكلم الرحالة العرب عن دمشق عندما دونوا رحلاتهم، فجاءت نصوص كثيرة في وصفها، ولم يخل كتاب جغرافي أو أدبي أو تاريخي من الحديث عنها.ولكن ما يعنينا في هذه الدراسة البسيطة هي الحياة الاجتماعية في دمشق، وعادات أهل دمشق الدينية وطقوسهم الاجتماعية في الأعياد والمأتم وطبائعهم وحفاوتهم بالقادمين إلى ديارهم فضلا عن عاداتهم الغذائية والكمالية من مأكل وملبس وغير ذلك من فضائل دمشق وأهلها.وقد قمنا في هذه الدراسة بالتعريف بمدينة دمشق وتسميتها، وصف لمدينة دمشق وفضائلها، والتكوين الاجتماعي لمدينة دمشق،وفضائل يوم السبت عند الدمشقيين، واهتمام أهل دمشق بالبناء وفن العمارة،ومنزلة الضيوف والمغاربة في دمشق، وعادات أهل دمشق في الصوم والحج، وعادات الدمشقيين عند حلول المصائب والنوائب، عاداتهم في دفن الموتى، آداب التحايا عندهم، آداب المسير والمصافحة عند الدمشقيين، فضلا عن ملابس الدمشقيين وأشهر مأكولاتهم، والأعياد عندهم، ومنزلة المراقد الشريفة عند الدمشقيين،القراءة الكوثرية.ومن خلال تتبعنا للنصوص التاريخية ومذكرات الرحالة والجغرافيين وجدنا إن أغلب الذين كتبوا عن دمشق أطنبوا في وصف ملامحها وجغرافيتها وتاريخها ولم يقدموا تفصيلات عن طباع أهلها وعاداتهم باستثناء بعض الرحالة الذين قدموا وصفا لملامح هذه المدينة الاجتماعية ومنهم،احمد بن يعقوب بن جعفر المعروف اليعقوبي المتوفى سنة284هـ صاحب كتاب البلدان،والذي قدم لنا شيئا من التركيبة الاجتماعية لمدينة دمشق، وقدم لنا أبو عبد الله بن أبي بكر المقدسي المتوفى سنة 390هـ صاحب كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم صور بعض العادات الغذائية والكمالية لأهل دمشق، فضلا عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن جبير الكناني المتوفى سنة 614هـ صاحب الرحلة الشهيرة والذي كان رائدا في الرحلة، وخاصة بين رحالة المغرب، فهو بحق من أوسع الرحالين العرب فكرا وأشملهم ملاحظات وأجملهم أسلوبا وأنقاهم تعبيرا وأسلسلم بيانا،وأعمقهم استنتاجا وإدراكا، وأكثرهم اهتماما بالأوضاع الاجتماعية.وكانت رحلة أبي عبد الله محمد بن عبد الله الطنجي المعروف بابن بطوطة المتوفى سنة 799هـ من أثرى رحلات المسلمين فكانت مشاهداته وانطباعاته وما ارتسم في ذهنه صورة حية عن الحالة الاجتماعية لمدينة دمشق،فضلاعن العديد من الرحالة الذين سنقدم شيئا عن مشاهداتهم عن الحالة الاجتماعية لدمشق في النصوص التالية. | ||
Keywords | ||
مـدينة دمشـق في كتب الرحالة العرب | ||
Statistics Article View: 135 PDF Download: 119 |