تجليات الرفض في شعر فدوى طوقان | ||
مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعة | ||
Article 1, Volume 4, Issue 10, January 2009, Pages 131-150 | ||
Author | ||
د. فاتنة محمد حسين | ||
Abstract | ||
لعل من نافلة القول أن نقرّ بحقيقة كون المبدع ـ أيّاً كان جنسُ المدونةِ الإبداعيةِ التي يُنتِجُها، أو نوعها ـ من أكثرِ الناس ميلاً إلى الخروج عن المألوف، والابتعاد عن السائد المعروف، من خلال ما يجترحه من انزياحات مقصودة سواءً في اللغة، أم الأسلوب، أم الفكر، أم المفهوم... ذلك أن جوهرَ الذاتِ المُبدِعة يتأسسُ على مبدأ الابتداعِ، لا الإتباع.وعليه فـ(الرَّفضُ) أو روحُ التمرُّد والثورة لا تكاد تنفصِلُ بحال من الأحوال عن غائيةِ الفن بعامَّة، والأدب منه بخاصَّةٍ ، وإنْ كانت تتفاوتُ بينَ الخفاءِ والتجلِّي من مبدعٍ لآخر، وفقا لأسلوبه ومنهجه الفكري والفني، فضلا عن ملابسات حياته وبيئته التي تجتذبه نحو اتجاهات دون أخرى ، كما هي الحال مع الشاعرة فدوى طوقان، التي نشأت في ظل عصر ذكوري تنوء فيه المرأة تحت وطأة القيود الاجتماعية الصارمة، التي قلما تسمح للمرأة بالحرية في الإفصاح عن آرائها ومشاعرها الخاصّة ورغباتها المكبوتة ... هذا فضلا عن ظروف الاحتلال القاسية التي مارست أقسى أنواع الاضطهاد النفسي والفكري والثقافي فيما بعد، الأمر الذي ألهب إحساس الشاعرة، فتعاظمت في ذاتها شعلة التمرد وروح الثورة لتنبثق منها جذوة الرفض، بكل ما يتشظى من هذه المفردة من معان وقيم ايجابية. فالرفض ينماز عن بعض ما يجاوره من مصطلحات كـ(الاغتراب، والانفصال، والتشيؤ...)( ) بما يكتنزه من طاقة تعبيرية لها القدرة على تحويل المعطيات السلبية إلى معطيات ايجابية تتشكل عبر منجزات وإجراءات فنية وإبداعية وفكرية، تسهم بشكل أو بآخر في رفد تيار التغيير على ارض الواقع.لذلك كانت فدوى طوقان من بين أبرز الشاعرات العربيات ـ بعد الملائكة ـ وأكثرهن جرأة في التطرق إلى موضوعة الحب والحرية، اذ تغنت بمواعيدها مع الرجل واقتربت بعض قصائدها من نبرة نزار قباني في تجاوزه الأعراف الاجتماعية، وهي بهذا التجاوز شقت طريقا وعرا لاستلال صوت المرأة، وتعريته من جلابيب الاستلاب والتصميت والاستعلاء الذكوري، ليرتفع ذلك الصوت، محاوراً...، ومُآزراً،... ومعاتبا. | ||
Keywords | ||
تجليات; الرفض; شعر; فدوى; طوقان | ||
Statistics Article View: 43 PDF Download: 3 |