واقع الخدمات الصحیة فی ولایة بغداد (1869 – 1917) | ||
اداب الرافدین | ||
Article 5, Volume 38, Issue 52, December 2008, Pages 123-148 PDF (0 K) | ||
Document Type: بحث | ||
DOI: 10.33899/radab.2008.32064 | ||
Author | ||
لمى عبدالعزیز العنزی* | ||
قسم التاریخ / کلیة الاداب / جامعة الموصل | ||
Abstract | ||
تعد الصحة واحدة من أعمدة الکیان الاجتماعی، وهی تقوم بالأساس على نوع العلاقات الاقتصادیة بین الأفراد، کما انها تعکس صورة الأحوال الاجتماعیة ودرجة تقدمها أو تأخرها، ولهذا یلاحظ أن الأمراض هی الأکثر انتشاراً فی المجتمعات المتأخرة اقتصادیاً واجتماعیاً. عاشت ولایة بغداد کحال ولایات العراق الأخرى، خلال فترة السیطرة العثمانیة (1534-1917) فی ظروف سیئة عم فیها الفقر والجهل والمرض، ومن ثم کانت الحالة الصحیة لعموم سکانها فی غایة التدهور والانحطاط، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة کالطاعون والجدری والملاریا وأمراض أخرى. قبل التطرق إلى واقع الخدمات الصحیة فی ولایة بغداد، لابد من رسم صورة واضحة للواقع الصحی الذی عاشه العراق إبان هذه الفترة، فمما لاشک فیه أن ارتفاع نسبة الأمیة بین السکان وما رافق ذلک من جهل وانعدام للوعی الصحی لدى الغالبیة العظمى من السکان، کل ذلک أدى إلى أن یعتقد السکان بأنه ما من وسیلة تمنع عنهم الأمراض، حسب ما أورده علی الوردی فی مؤلفه (دراسة فی طبیعة المجتمع العراقی) سوى (التعاویذ والحجب والالتجاء إلى قبور الأولیاء)، ومن ثم أضحت مهنة الطب فی هذه الفترة حکراً على عدد من المتطببین الذین لم تتجاوز معرفتهم على بعض الحقائق الأساسیة التی تلقوها شفاهاً –وهی تقلیدیة – وقد توسع بعضهم فی معلوماته من خلال قراءتهم لبعض الکتب القدیمة، ولهذا لم یکن فی عهد السیطرة العثمانیة وبالذات فی بدایته من یستحق ان یطلق علیه لقب طبیب فی ولایة بغداد لا بل فی الولایات العراقیة . کان للبیئة هی الأخرى تأثیرها السلبی فی تردی الواقع الصحی، إذ اتسمت المدن العراقیة بقلة نظافتها فضلاً عن افتقارها إلى نظام إسالة المیاه ، فما کان من الأهالی سوى الاعتماد فی سد حاجتهم للماء على مصادر المیاه القریبة کالأنهار والآبار، ولم یکن ما یدل على وجود نظام لتصریف المیاه ، ناهیک عن وجود المقابر والمدابغ ومحلات الذبح داخل المدن، فضلاً عن ازدحام المدن بالسکان قیاساً إلى عدد المساکن إبان هذه الفترة والذی شکل سبباً إضافیا لازدیاد أعداد المصابین بالأمراض وخصوصاً الوبائیة منها التی کانت تجتاح الولایات العراقیة بین الحین والأخر . أثرَ الموقع الجغرافی للعراق تأثیراً سلبیاً لاسیما قربه من إیران والهند فی تفشی العدید من الأمراض الوبائیة والساریة بین سکانه والتی کانت تنقل إلیه بوساطة القوافل التجاریة وزوار العتبات المقدسة . | ||
Keywords | ||
ولایة بغداد; الخدمات الصحیة; مهنة الطب نظام التصریف الصحی | ||
References | ||
| ||
Statistics Article View: 319 PDF Download: 228 |