تُعد مدينة الموصل منبع الفن والموسيقى ؛ فكانت لها عظيم الأثر في نقل تلك الصناعة لبغداد, وبلغت ذروتها خلال العصر العباسي الأول؛ وبرز بالموصل العديد من المغنين والمغنيات والعازفين والعازفات, وجاءوا الى قصر الخلافة في بغداد لممارسة هوايتهم, ولاسيما مع تشجيع الحكام العباسيون للمُغنيين بالأموال والهبات, فتنافسوا فيما بينهم لإبراز موهبتهم الموسيقية امام الخلفاء العباسيون؛ ومنهم ابراهيم الموصلي الذي برع في صناعة الموسيقى برفقة جواريه عصر الخليفة هارون الرشيد, وكُن يضربن جميعهن نفس اللحن على الأوتار, وكذلك ابنه اسحاق الموصلي الذي نهج نفس اسلوب والده في الغناء, وتنافس مع ابراهيم ابن المهدي في الغناء -وهو اخو الخليفة هارون الرشيد؛ كما كان لزرياب الموصلي دوراً بارزاً في تطور الموسيقى العربية بل ونقلها من بلاد الرافدين ببغداد الى بلاد الاندلس بقرطبة, فمزج بين الفن العباسي والأندلسي.
وساهمت حركة الترجمة التي نشطت خلال العصر العباسي الاول في تطور الموسيقى والغناء, حيث تم الاستفادة من التراث الىوناني ونقل الموسيقى والألحان الى العرب , مما ادى الى ازدهارها ونموها. كما تطور العباسيون في صناعة الآلات الموسيقية , من انواع الطنابير , والمزامير, والرباب, والكلارنيت, وغيرها, وكان لها دور في تطور انواع الموسيقى, وتعدد الألحان والأغاني.