الهاشمي: أطمح في إنشاء مركز متكامل لأبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدي … وعُمان خصبة بالتوازن البيئي

الهاشمي: أطمح في إنشاء مركز متكامل لأبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدي … وعُمان خصبة بالتوازن البيئي

إشراقة 

ولد الدكتور سليمان بن علي بن سعيد الهاشمي، رئيس مختبر الخلايا الجذعية والطب التجديدي في مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى، في قرية فرق بولاية نزوى وتعلم الابتدائية والإعدادية في مدرسة أبو الأسود الدؤلي بفرق ثم واصل تعليمه الثانوي بمدرسة أبو عبيدة الثانوية بنزوى. التحق الهاشمي بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس متخصصا في الكيمياء. بعد تخرجه، عمل بالمختبر الوطني للتطابق النسيجي بقسم الجراحة بكلية الطب بجامعة السلطان قابوس، وهو المختبر الوحيد من نوعه في السلطنة ويخدم نقل النخاع وزراعة الأعضاء. 

اهتماماته العلمية والبحثية

منذ بداية مشواره الدراسي، كان للدكتور سليمان شغف خاص بالبحث العلمي؛ إذ بدأ مشواره العملي بالعمل في مختبرات كلية الطب التي تهتم بالبحث العلمي، رغم أن التخصص في درجة البكالوريوس كان في الكيمياء، إلا أنه واصل المجال في العلوم الطبية. طبيعة العمل في المختبر الوطني للتطابق النسيجي وجهت فكره للعمل في مجال بحوث الخلايا الجذعية. هذا التوجه الذي قاده إلى البحث عن دراسة هذا التخصص؛ فقد ذهب إلى جامعة بريستول بالمملكة المتحدة لنيل شهادة الماجستير في علوم نقل الدم وزراعة الأعضاء. بعدها عمل لسنوات في نفس المختبرات، وكان له دور بارز في الإشراف على المختبر وتطويره. أكمل سليمان درجة الدكتوراة في مملكة السويد بمعهد كارولينسكا، إذ كان التركيز في دراسته على زراعة نخاع العظم ومضاعفاته الجانبية والأدوية المستخدمة لتجهيز المريض لزراعة النخاع.

المنجزات العلمية

من طريق عمله في مختبرات جامعة السلطان قابوس ودراسته وعمله بجامعة نزوى؛ نشر الدكتور سليمان مع زملائه أوراق علمية عدة، في مجلات علمية محكمة. هذه الأوراق تتمثل في أبحاث نقل النخاع وأبحاث الخلايا الجذعية. كذلك توجد له مشاركات في دراسة مرض السكري من حيث علاجه وتخفيف مضاعفاته، الأبحاث كانت على فئران التجارب. ومن الأبحاث التي طبقت في الخلايا الجذعية عملا مبدئيا هو حقن الخيول المصابة ببعض أمراض الخف أو المصابة بالكسور، فقد أظهرت النتائج أن الخيول الخاضعة للعلاج بالخلايا الجذعية أو مشتقاتها تتحسن أكثر مقارنة بالأدوية الأخرى. أيضا استخدم في بعض التجارب مستخلصات من النباتات الطبية في علاج الجروح. وتعود نتائج هذه الدراسات ربما بالفائدة من الذين يعانون من صعوبة التئام الجروح وخاصة مرضى السكري.    

يشير الدكتور سليمان الهاشمي إلى الدراسات الحالية في مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى تدور في محاور عدة، أولها في أبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدي، حيث يعكف مع الفريق العلمي في دراسة بعض الأمراض مثل التئام الجروح والعظام. في هذا المجال يطور الفريق استخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد في تكوين الأنسجة مع إضافة الخلايا والأدوية المنتقاة، التي تسهم في التئام الجروح أو التشوهات بشكل أسرع. أيضا تتركز بعض أبحاثنا في علاج أنواع مختلفة من السرطانات. 

هواية وطموح

بجانب تخصصه، يعمل الهاشمي في مجال الأفاعي من ناحية تصنيفها ودراسة الفوائد الطبية للسم. هذا الجانب له أهمية قصوى بتعريف المجتمع عن دور الثعابين في النظام البيئي. أيضا تعريف الناس بالأفاعي السامة وغير السامة الموجودة في عمان. ويأمل الفريق -على حد وصفه- على المدى البعيد في إنتاج مضادات للسم للأفاعي السامة الموجودة في عمان. كما يهوى الدكتور سليمان المغامرات الجبلية واكتشاف المناطق الجميلة في عُمان، حيث شارك في مسارات جبلية عدة  ذات مستوى صعب؛ مستخدما الحبال في النزول، الذي يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 100 متر. إلى جانب ذلك، لديه يعد السباحة وقراءة الشعر من الهوايات التي تضيف جوا جميلا في وقته.

ويطمح الهاشمي في إنشاء مركز متكامل لأبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدي، إذ تراوده هذه الفكرة منذ بداية عمله وما زالت تحت نظرته المستمرة. وتعد الخلايا الجذعية مشروعا واعدا وكبيرا في علاج كثير من الأمراض المستعصية؛ لدورها في تجديد أنسجة الجسم المختلفة. أيضا يطمح في إنشاء معرض متكامل للأفاعي وغيرها من الكائنات الحية لغرض نشر الثقافة في المجتمع بأهمية دور الكائنات في التوازن البيئي. 

خدمة المجتمع

إضافة إلى عمله داخل المختبرات، فإن للهاشمي مع فريقه بصمة واضحة في المجتمع؛ عبر ورش يقدمها في مؤسسات مختلفة، منها المدارس بمختلف مستوياتها. من هذه الورش، إقامة محاضرات في المدارس عن نقل النخاع والأعضاء، وتثقيف الطلبة بالبحث العلمي مع درس عملي في تشريح الحيوانات المستخدمة للبحث العلمي. كذلك قدّم ورشا عن الأفاعي في مؤسسات مختلفة، خصوصا تلك التي لوحظ فيها وجود هذه الكائنات مثل حقول النفط.