التسامح في الصحيفة السجاديَّة مشروع بناء مجتمع خال من العنف | ||
مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعة | ||
Article 1, Volume 13, Issue 46, November 2018, Pages 409-449 | ||
Author | ||
حيدر جاسم جابر الدنيناوي | ||
Abstract | ||
والآنَ آنَ للـقـلـمِ أنْ يتوقَّفَ بعـدَ أَنْ عِشنا تـلـك اللَّحظاتِ الرُّوحيَّةَ الإيمانيَّـةَ الممتعةَ في واحةِ الدُّعـاءِ الطيِّبةِ الخـضراءِ التي نستـمـدُّهـا من شُعاعِ شمسٍ من شموسِ الإمامةِ السَّاطعةِ، ونـقتـطـفُ ثـمارَها من تلكَ الشَّجرةِ النبويَّـةِ المباركةِ الطيِّـبةِ ونحنُ نتـنـفَّـسُ بهدوءٍ وطمأنينةٍ؛ هـذا ما يشعـرُ بهِ كـلُّ باحـثٍ عندما ينطلقُ معَ ربِّـهِ في مناجاةٍ شاعريَّـةٍ عـذبـةٍ واقفةٍ بينَ الخوفِ والرَّجاءِ واثقةٍ بعفوِ اللهِ ورحمـتِهِ، فكانَـت أدعيـةُ الصَّحيفةِ السجَّاديَّةِ مدرسةً خالدةً لكلِّ المؤمنينَ العارفـيـنَ الذينَ يتـشـوَّقـونَ لأنْ يكونُوا عـبادًا حـقـيـقـيِّـينَ للهِ جـلَّ جلالُـهُ وهـم يرفضونَ العبوديَّـةَ لغيرِ اللهِ جلَّ جلالُهُ في سلوكِهم، ولو سارَ الإنسانُ على خُطى هـذهِ المدرسةِ وتعـلَّـمَ منها العـقـيـدةَ الحقَّـةَ والشَّريعةَ الرحبَـةَ والأخلاقَ الصَّافيةَ والتَّـربـيـةَ السليمةَ لوصلَ إلى طريقِ السَّعادةِ والكرامةِ، وتحـوَّلَ من إنسانٍ منهارٍ معـقَّـدٍ ضعيفِ الإرادةِ إلى إنسانٍ متميِّـزٍ بطاقةٍ روحيَّةٍ هائلةٍ وفكريَّةٍ عاليةٍ أقوى إرادةً مِـنْ غـيـرهِ وأكـثـرَ قـدرةً على صُنعِ حياةٍ مُنـتَـظمةٍ بعيـدةٍ عَـن المشكلاتِ الأخلاقيَّـةِ والاجتماعيَّةِ والاقتصاديَّةِ والسياسيَّةِ. فـبعـدَ هـذهِ الرحلةِ المُمتِـعـةِ مع التُّـراثِ الإسلاميِّ العـلـويِّ الأصيلِ يجـبُ بيـانُ ما وصلَ إليهِ البحثُ مِـن نتائجَ، ولا شـكَّ في أنَّ محاولةَ رصدِ جميعِ النَّتائجِ التي كشفَ البحثُ عنها ووصلَ إليها أمـرٌ يحتاجُ إلى تحـلـيـلٍ طويـلٍ ووقـفـةٍ عميقـةٍ، ولذلـكَ وجـبَ الاقتصارُ على أَبـرزِ النتائجِ التي توصلْـتُ إليها، وهي: 1- التَّسامحُ هـو التساهـلُ والليونـةُ في التعاملِ مع الآخـرِ ورفـضُ الصُّعوبةِ والشـدَّةِ، وهـو بذلُ ما لا يجـبُ تـفـضُّلًا، وهـذا يعنـي أنَّـك تعـرَّضْتَ لظُلمٍ أو تجاوزٍ، ولكنَّـكَ رفضْتَ أخْـذَ حـقِّـكَ، وتجاوزْتَ كلَّ الحواجزِ النفسيَّةِ، فـبذلْـتَ ما لا يجبُ منـكَ إيمانًا بمبدأ التسامحِ، والتَّسامحُ يُخـمِـدُ معاركَـنا الداخـلـيَّةَ، ويُشعـرُنا بالترابطِ القويِّ بينَ أفـرادِ المجتمعِ، فمَـنْ قـرَّرَ السَّماحَ فـقد حرَّرَ نفسَـهُ من قـيـودِ النفسِ الأمَّارةِ بالسوءِ وأَصغى لصوتِ العـقـلِ، ومَـنْ قـرَّرَ عـدمَ السَّماحِ فـقـد كبَّـلَ نـفـسَـهُ واستمرَّ في معـانـاتِـهِ.2- الاستعـدادُ للتسامحِ هـو أَنْ ننسى الماضيَ الألـيمَ بكلِّ إرادتـِنـا واخـتـيارِنا، وأَنْ نرفضَ الكـرهَ والحـقدَ والأنانيَّةَ، وأَنْ نتخلَّى عَـنْ رغبتِـنـا في إيذاءِ الآخرينَ والانتقامِ منهم بسببِ موقفٍ حدثَ في الماضي، فعندما نُسامحُ تـلتـئـمُ جـراحُ الماضي وتـنمو قـيمُ المحـبَّةِ، وبالتَّسامحِ تَـتغـيَّـرُ أفكارُنا الخاطئةُ وتتلاشى ذكرياتُ الماضي الأليمةُ، وهـذا يحتاجُ إلى وعيٍ وتأمُّـلٍ وتـفكـيـرٍ سلـيـمٍ.3- التَّسامحُ ضرورةٌ حياتيَّـةٌ اجتماعيَّـةٌ، إذ لا شكَّ في أنَّ الإنسانَ لا يستطيعُ أَنْ يعتزلَ المجتمعَ ويقطعَ حبالَ روابطِهِ مع أبناءِ نوعِهِ وينزويَ عَـنِ النَّاسِ، ومِـن وظائـفـنـا الأساسيَّةِ في عالمِ المعاشرةِ أَنْ نـتَّـصفَ بصفةِ العـفـوِ والإغماضِ عَـنْ أخطاءِ الآخرينَ، فضلًا عَـنْ أنَّ الروابطَ الإنسانيَّةَ نفسَها تقتضي ذلك، وأنَّ أحسنَ الطُّرقِ للتعايشِ السلميِّ أَنْ يُسالمَ الإنسانُ الآخرينَ من أبناءِ نوعهِ. 4- دعا الإسلامُ إلى التَّسامحِ، فالمنظومةُ الأخلاقيَّةُ والسلوكيَّةُ التي شرَّعها الدينُ الإسلاميُّ من مثلِ الرفقِ والإيثارِ والعـفـوِ والإحسانِ والمداراةِ والقولِ الحسنِ والألفةِ والأمانةِ وحثِّ المؤمنينَ على الالتزامِ بها وجعلِها شخصيَّتهم الخاصَّةَ والعامَّةَ كلِّها تقتضي الالـتـزامَ بمضمونِ مبدأ التَّسامحِ.5- التَّسامحُ هو القـدرةُ على تجاوزِ أَخطاءِ الماضي، ويكونُ ذلـكَ مِن منطلقِ القـوَّةِ لا الضعـفِ، وهـدفُ المتسامحِ هـو إسعادُ الآخرينَ وإدخالُ السُّرورِ على قـلوبِهم، وليسَ القصدُ من ذلك المصلحةَ الشخصيَّةَ، فمشاركتُـنـا الآخرينَ آلامَهم أو مسرَّاتِهم لا تعـني تخفيفَ أَلمٍ عـنَّا أو جلبَ منفعةٍ لنا، بل كلُّ ذلـك إيمانًا بالقاعدةِ الخلقـيَّـةِ التي يُشرِّعُها العقـلُ وامتثالًا لأمـرِ اللهِ تعالى دونَ انتظارٍ لِـمَا يترتَّبُ عليهِ مِـنْ آثارٍ.6- إنَّ أدعيةَ الصحيفةِ السجَّاديَّةِ اتَّجهت إلى الانـفـتـاحِ على الحياةِ بكلِّ ما فيها من أحداثٍ وأوضاعٍ وهمومٍ ومشاكلَ وقضايا تتَّصلُ بحياةِ النَّاسِ، فكانت مدرسةً تربطُ الإنسانَ بالحياةِ وتربطُ الحياةَ باللهِ تعالى، ولم تُرِدْ للإنسانِ أن ينهـزمَ وينعزلَ عن وجودِهِ في عمليَّةِ هروبٍ سلبيٍّ بحجَّةِ الانقطاعِ إلى اللهِ تعالى والابتعادِ عن المادَّةِ، بل أرادت لهُ أَنْ يجعـلَ مِنْ صلـتِهِ باللهِ سبحانَهُ حافزًا إيجابيًّا يدفعُهُ إلى العملِ الصَّالحِ.7- إنَّ تسامحَ الأولادِ مع الوالدينِ لا يمثِّـلُ إلَّا شيئًا يسيرًا مـمَّا قـدَّماهُ، وهـو خلقٌ رفـيعٌ ينبغي أَنْ يسودَ في ثقافـةِ الأبناءِ وإنُ قصَّـرا في تربـيـتِهِم ورعايتِـهِم على الوجهِ الذي ينبغي؛ فيجبُ على الأولادِ هـبةُ هـذهِ الحقوقِ بأكملها؛ لأنَّ الوالدينِ أَوجـبُ حـقًا وأقـدمُ إحسانًا وأعـظمُ عطاءً، فالعطاءُ الذي بـذلَـهُ الوالدانِ من أجـلـنـا يُفصحُ عَـنْ حجمِ الحُـبِّ الذي يكنُّـونَـهُ لـنـا في الوجدانِ، وحبُّـهُـمْ لـنـا حبٌّ غـيـرُ مشروطٍ يقومُ على العطاءِ أكثرَ ممَّا يقومُ على الأخـذِ، فلا يصحُّ أَنْ نُؤاخذَهما على خطأٍ ارتـكـبـاهُ معنا مِنَ دونِ قصدٍ غافـليـنَ عـن كلِّ ما قـدَّماهُ مِنْ أجـلِـنـا، بل ينبغي أَنْ نُضحِّـيَ بأوقـاتِـنـا وأموالِـنـا مِـنْ أجلِ سعادتِهما واستـقـرارِهما.8- إنَّ حُسنَ الظنِّ في أقوالِ النَّاسِ وأفعالِهم والتكفُّـلَ بالبرِّ والإحسانِ وغضَّ البصرِ عمَّا حـرَّمَ الله تعالى والرِّفـقَ والمدارةَ والتَّواضعَ وحبَّ الخيرِ للنَّاسِ واعتقادَهُ واجبًا كاعتقادِهِ للمـقـرَّبـيـنَ؛ كلُّ هـذا أفعالٌ حسنةٌ لا يتعاملُ بها إلَّا أصحابُ الدَّرجاتِ الرفيعةِ من المؤمنينَ بـقـيـمِ الإسلامِ إيمانًا حـقـيـقـيًّا، وهـذا يؤدِّي إلى كسبِ ودِّ الآخرينَ والسيطرةَ على كيانِهم فيخضعونَ لإرادةِ المتسامحِ المُحسنِ ولسطانِهِ الروحيِّ ويتـأثَّـرونَ بأخلاقِهِ وإرشاداتِهِ؛ لأنَّ النَّـفـسَ الإنسانيَّةَ مجبولةٌ على حبِّ مَـنْ أحسنَ إليها.9- كلُّ شيءٍ في التَّسامحِ يُصبحُ مقـبـولًا جميلًا محتملًا، يَستحيلُ كلُّ الناسِ إلى أصدقاءَ لنا، بل نُصبحُ قادرينَ على رؤيةِ الجانبِ الطيِّبِ الخيِّر في كلِّ النَّاسِ، ونحاولُ أَنْ نستثمرَ هذا الجانبَ، فالمحبَّةُ توقُّفٌ طويلٌ عندَ الآخرِ من أجلِ فهمِهِ وتعمُّقِ ذاتـيَّـتِهِ، وتريدُ أَنْ تقرأَ الباطنَ وتحاولُ أَنْ تـنـفـذَ دائمًا إلى الأعماقِ، ولـكنَّ الكراهـيةَ حكمٌ سريعٌ أو نظرةٌ سطحيَّةٌ عابرةٌ، ترفضُ التوقُّـفَ عـندَ ما يحملُهُ الآخَـرُ مِن قيمٍ روحيَّةٍ إيجابيَّةٍ؛ لأنَّها تقتصرُ على مجموعةٍ من القراءاتِ السطحيَّةِ أو التأويلاتِ الظاهريَّةِ لسلوكِ الآخَـرِ. 10- إنَّ إشاعةَ ثقافةِ التسامحِ والتعاونِ والإحسانِ وحُسنِ الظنِّ معَ الأقاربِ والجيرانِ وغيرهم ضرورةٌ أكيدةٌ لاستقرارِ المجتمعِ والتخلُّصِ من المشكلاتِ النفـسيَّةِ والاجتماعـيَّةِ التي سبَّـبـت لـهُ الألمَ والمعاناةَ والضَّياعَ؛ لأنَّ النظرةَ المتفائلةَ وحُسنَ الظنِّ بالنَّاسِ يُعدُّ ضمانًا للطمأنينةِ لمَـنْ يعيشُ في ساحةِ الحياةِ الإنسانيَّةِ، فعلاقةُ المُتسامحِ بالآخرينَ تتَّسمُ بالبراءةِ والبساطةِ والتـلـقـائـيَّةِ والمباشرةِ والبُعـدِ عن سوءِ الظنِّ.11- يجبُ أَنْ نُصغيَ إلى الآخرينَ الذينَ صدرَ عنهم الخطأَ بحـقِّـنا؛ نُصغي بدافعِ فهـمِ الأسبابِ التي دفعَتْـهم لمثل ذلك، فنكتشفُ ظروفَهم التي عانَـوْا منها وطريقةَ تفكيرِهم التي انطلقوا منها في تصرُّفاتهم، والإصغاءُ هو النَّظرُ بعمقٍ إلى ما يقولُهُ الآخَـرُ مِنْ دونِ النَّظرِ إلى اعتباراتِهِ الشخصيَّةِ أو أخطائِهِ السابقةِ. وهذا يعني أنَّنا راغبون في الاقترابِ مِـن الحقيقةِ واكتشافِ أفضلِ أُسلوبٍ للعملِ معَ الآخرينَ، وبذلك نصلُ إلى تصحيحِ أخطائِـهِـمْ بطريقةٍ حضاريَّةٍ صائبةٍ لا تُـسيءُ لـذواتِـهِـم ولا تجـرحُ مشاعـرَهُـم. 12- إنَّ محبَّةَ الإنسانِ للهِ تعالى ليستْ مجرَّدَ مناجاةٍ عقيمةٍ للذاتِ الإلهيَّةِ، بل هي فعـلٌ مُـثـمـرٌ في الحقـلِ الإلهيِّ، ومِـنْ مصاديقها تركُ الانـتـقـامِ قـربةً إلى اللهِ تعالى، وتأخيـرُ الحصولَ على الأجرِ إلى يومِ القيامةِ معتـقدًا أَنَّ الخيرَ فيما اختارَهُ اللهُ تعالى، وينبغي للإنسانِ في مثـلِ هـذهِ الحالِ أنْ يطلبَ مِنَ اللهِ سبحانَهُ إفاضةَ قـوَّةٍ باطنيَّةٍ عـلـيهِ يـقـوى بها عـلى الامتناعِ عـن قـبيحِ الطَّلبِ وشـدَّةِ الجزعِ والضَّجـرِ 13- إنَّ الإيمانَ بيومِ القيامةِ يُخفِّـفُ كثيرًا مِنْ مشاعرِ الإحباطِ والإحساسِ بالضَّياعِ عـنـدَ المظلومينَ والمحرومينَ، فالإيمانُ باليومِ الآخـرِ ينسجمُ معَ تطلُّعاتِ الإنسانِ لِـمَـا وراءَ الحياةِ، وهذا الإيمانُ بالثوابِ والنَّعـيمِ يمنحُ الإنسانَ طاقةً روحيَّةً متساميةً يحافظُ مِـنْ خلالها على سلامتِهِ النفسيَّةِ واستقامتِهِ السلوكيَّةِ، فلو أصابَهُ الحرمانُ وحالَ الواقعُ دونَ إشباعِ حاجاتِهِ فإنَّ الإيمانَ سيُخـفِّـفُ مِـنْ معاناةِ الحرمانِ.14- إنَّ غيابَ الحبِّ والتَّسامحِ يجعلُ صورةَ الحياةِ سوداءَ مظلمةً لا يستطيعُ أَنْ يعيشَ فيها الإنسانُ لحظةً واحدةً، فلا بـدَّ مِنْ أَنْ نُـخفِّـفَ مِنْ مشاعـرِنا السلبيَّـةِ تجاهَ الآخرينَ وإنْ صدرَ عنهم خطأٌ أو ظلمٌ لنا؛ لأَنَّ فيهم شيـئًا مِن نزعةِ الخـيـرِ، والمتسامحُ يحترمُ الذاتَ الإنسانيَّة وينظرُ إلى البشرِ على أنَّهم ذواتٌ تحملُ نزوعًا للخـيـرِ يـفـوقُ نزوعَها للشـرِّ، ولـذلك فـقـدرتُهُ على التَّسامحِ عاليةٌ، فلا يتمادى في عداءٍ، ولا يلجأُ إلى العنفِ، ولا يخطِّطُ لإيذاءٍ، ولا يَـسعـدُ بمصيبةِ آخَـرَ، ويهـبُّ عن طواعـيةٍ لمساعدةِ مَـنْ يحتاجُهُ.15- التسامحُ هو الطريقُ إلى الشُّعورِ بالسَّلامِ الداخليِّ، فهو محوُ الغضبِ والانتقامِ وإزالةُ آثارِ الماضي المؤلمِ، وهذا يعني أنْ لا تعيشَ في الماضي المُخِـيـفِ، ولا تـتمسَّكَ بالأفكارِ الخاطئةِ والعاداتِ السيـئةِ التي تعـوِّدتَ عليها، فلو كـبْـتَّ هذهِ المشاعرَ السلبيَّةَ في عـقـلـكَ لاكتسبْـتَ كثيرًا من الأمراضِ البدنيَّة مثل الصُّداعِ وآلامِ الظهرِ والاضطراباتِ العاطفيَّةِ مثل احتقارِ الذاتِ والإحباطِ والقلقِ، فعدمُ التسامحِ يُـسبِّـبُ لنا الألـمَ المُستمرَّ والاضطرابَ والمعاناة التي لا نهايةَ لها.16- لكي تصبح سعيدًا عليكَ أنْ تتخلَّى عن إصدارِ الأحكامِ السريعةِ على الآخرينَ وأنْ تُـبْـعِـدَ مِـن ذهْـنِـكَ أنَّ أغلبَ النَّاسِ يَـسْـعَـوْنَ إلى إيذائِنا وأَنْ تزيلَ من عقـلِـكَ أَنْ لا أحدَ في العالَـمِ يستحقُّ تسامحَنا، وينبغي الإيمانُ بأنَّنا نستطيعُ بناءَ العلاقاتِ السليمةِ إنْ غيَّرْنا نظرتَـنـا إلى العالَمِ، ولو آمَـنَّـا بأنَّـنا قادرونَ على العيشِ المشتركِ لأصبحتِ الحياةُ المثاليَّةُ الخاليةُ من الآلامِ مع الآخرينَ ممكنةً. 17- عندما نتسامحُ علينا أنْ نتخلَّى عن اعتقادنا بأنَّـنا ضحايا أو ضعفاءُ، وينبغي أَنْ ندركَ أنَّنا قادرونَ على التسامح بسببِ القـوَّةِ الروحيَّـةِ التي منحنا اللهُ تعالى إيَّاها، وهذا لا يعـني ضعـفَـنا أبدًا، فالتسامحُ يخلقُ عـالمًا نـمنـحُ فـيـهِ حبَّـنـا لأيِّ إنسانٍ؛ إذ لا قيمةَ لمعاقـبةِ النَّاسِ وإيذائِهِم والانتقامِ منهم ولا ثمرةَ نَجْـنِـيها من هذا الأفعالِ الخاطئِةِ، فالتمسُّـكُ بالأفكارِ الانتقاميَّةِ وكـبـتِ الحُـبِّ والعطفِ في داخـلـنـا سيؤثِّـرُ على صحَّـتِـنـا وراحـتِـنـا النفـسيَّـةِ. | ||
Keywords | ||
التسامح; الصحيفة; السجادي; مشروع; بناء; مجتمع; خال; العنف | ||
Statistics Article View: 135 PDF Download: 62 |