مُهيمنة الحُبِّ في مُناجاة الإمام السجَّاد عليه السلام مقاربة في التحليل الدلالي وأكملة الذات | ||
مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعة | ||
Article 1, Volume 13, Issue 46, November 2018, Pages 315-336 | ||
Author | ||
محمد جعفر العارضي | ||
Abstract | ||
تزخر مُناجاة الإمام علي بن الحسين زين العابدين a بمجموعة من المظاهر التربوية، ومفاهيم بناء الذات، وأكملتها. ومن اللافت أنَّ هذه المُناجاة جاءت مستخلِصة لمجموعة المقامات، والمظاهر التي ينبغي أن يتطلَّع إليها الإنسان من خلال عبادته، وتوجهه نحو خالقه العظيم.وينبغي هنا التعاطي مع المُناجاة على أنَّها بيان عقائدي تتجلَّى فيه مظاهر الاعتقاد بالذات الإلهية من جهة، وآليات التعامل مع هذه الذات من جهة ثانية. بمعنى أنَّها مثَّلت فنًّا دعائيًّا مخصوصًا؛ ذلك بأنَّها لا تقتصر على إظهار الحاجة، وإنَّما تعدوها إلى إظهار العقيدة، ومدى الإيمان بالخالق العظيم، وإظهار حبِّه، والتفنن بإظهار هذا الحب، وطرائق التعبير عنه. وهي - وإن تظهر فيها بعض الحاجات - لا تنشغل بالمادية منها، وإنَّما تأتي مكرِّسة الحاجات العقدية ذات التمظهر الفكري، والتنموي المتَّصل ببناء الذات الإنسانية، وأكملتها من جهة، ورسم ملامح علاقة هذه الذات بخالقها، ومعبودها من جهة ثانية؛ لذلك يسعى البحث إلى الوقوف على تلكم المُناجاة بلحاظ بؤرتها، ومضمراتها الدلالية، ومركز صوغها الدلالي، والفكري الذي تجلَّى في محور حبِّ العابد لمعبوده، ومظاهر الدلالة عليه، وما يمكن أن يظهر من آثاره في الذات، وطرائق تنميتها، وسلوكها، وصلة ذلك بثريا المُناجاة، وعنواناتها التي تُضيء النص، وتمثِّل منظومتها الكاملة، فضلًا عن تماهي ذلك مع تفاصيل نسيجها اللساني المخصوص الذي جاء متماسكًا في الدلالة على هذه المنظومة. لقد جاءت مُناجاة الإمام زين العابدين a لتكرِّس عقيدة التوحيد، وحبَّ الإله الواحد؛ فترسم طريقًا يُعلِّمنا دروس العقيدة، والتوحيد. ويقدِّم لنا الذات الإلهية كما يراها هو a، من خلال ظهورات لسانية أثيرة، ذات تصوير إيحائي يأخذ بمجامع الدلالة نحو التأثير، والإدهاش من خلال تكريس طاقاتها الدلالية، وإقامة مصاحبات دلالية عالية الإدهاش، والإثارة. وكان ذلك متمثِّلًا في: "هامت"، و"هيَّمت"، و"أخَذتَ"، و"أخلصتَ"، و"فرَّغت"، و"قُرَّت"، و"أجزَلهم"، و"انعقد"، و"انطوت"، و"ملأتَ"، و"روَّيتهم"، و"أوْرِد"، و"يكرعون"... ومتمثِّلًا أيضًا في "أشجار المحبَّة"، و"أشجار الشوق"، و"حدائق الصدور"، و"حياض المحبَّة"، و"حلاوة ودِّك"، و"حلاوة حبَّك"، و"أنوار حبَّك"...وإذ ينبغي التطلُّع إلى مضامين هذه المُناجاة، ينبغي أيضًا النظر في بنائها التكاملي الترتيبي؛ لتواكب مراحل بناء الذات الإنسانيَّة المتشوِّقة إلى خالقها العظيم بلحاظ أكملي، وتتابع خطواتها العملية في هذه الطريق. هذه الذات التي تتطلَّع إلى أن تحظى بمقامات الكمال، ونمو مظاهر التطور الفكري، وإشاعة روح التواصل مع الخالق العظيم من جهة، ومع المخلوق من جهة أخرى... وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّنا أمام ذات إمامية تعيش حالة الكمال الكلِّي، وقد ذابت في الله تعالى؛ فناجته تائبًا، شاكيًا، خائفًا، راجيًا، راغبًا، شاكرًا، مُطيعًا، مُريدًا، مُحبًّا، مُتوسِّلًا، مُفتقرًا، عارِفًا، ذاكِرًا، مُعتصِمًا، زاهِدًا. لله درُّها مقامات إمام، ولكنَّه a أراد للناس أن يتَّخذوها مضمار عمل، واقتداء. الكلمات المفتاحية: الإمام السجَّاد؛ المُناجاة؛ الحبُّ الإلهي؛ البيان العقائدي؛ التحليل الدلالي؛ بناء الذات. | ||
Keywords | ||
هيمنة; الح; ناجاة; الإمام; السج; عليه; السلام; مقاربة; التحليل; الدلالي; وأكملة; الذات | ||
Statistics Article View: 175 PDF Download: 104 |