المسيرة الحسينية الخالدة مع دراسة للإعلام الزينبي في شعر الدكتور أحمد الوائلي | ||
مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعة | ||
Article 1, Volume 12, Issue 43, September 2017, Pages 113-141 | ||
Author | ||
فضيلة صبيح نومان الخزاعي | ||
Abstract | ||
بعد اكمال بحث المسيرة الحسينية الخالدة يمكن اجمال ما توصل إليه من نتائج إلى ما يأتي:من اهداف ثورة الامام الحسين a المستنبطة من المسيرة الحسينية هي: 1- تغير الاوضاع السياسية والتعامل مع الامة على وفق الموازين والمقاييس التي ثبتها الإسلام.2- ايقاظ الحس والوعي السياسي للامة.3- تثبيت مبدأ الشرعية والقوة والمقاومة المسلحة.4- اعادة تربية الامة وبنائها تربية وبناء سليما.5- كسر حاجز الخوف والارهاب المفروض على الامة وتحريك روح الثورة والفداء فيها.6- كان من محصلة هذه الاهداف ان نجحت نهضة الامام الحسين a في تحريك جماهير الامة واثارة روح المقاومة والنهوض فيها، فكانت هذه النهضة هي البداية لحركات اخرى قاومت الحكم الاموي وعملت على اضعافه حتى انتهى الامر بسقوطه في نهاية المطاف وازالة وجوده.وان كثير من المواقف التي رافقت المسيرة الحسينية والتي يوصي بها الامام امته هي في واقع الامر موجهة الينا ومنها يتم استخلاص العبر والدروس المستنبطة والتي تلبي حاجات المجتمع من الجانب العقائدي والخلقي والاجتماعي.ولهذا كان يجب نشر وتطبيق الفكر المحمدي الحسيني الثوري الرسالي وتنقيته من الشوائب وعزل وابعاد الافكار الدخيلة إذ ان الغزو الثقافي والفكر الغربي الذي هاجم المجتمعات الإسلامية في الآونة الاخيرة والذي يعرف بالعولمة يحمل بين طياته الدعوات الخاصة للترويج والاخذ بهذه الافكار على الرغم من عدم توافقها مع تعاليم الشريعة الإسلامية مما ادى إلى امتزاج وتلوث الفكر الاصيل بالفكر الدخيل ولهذا كان منهج وفكر الامة ومنهم الامام الحسين a ومسيرته الخالدة وذلك لغرض الاستفادة من افكاره وآرائه وممارساته التربوية لمواجهة التحديات والافكار الغريبة وحماية مجتمعاتنا منها. كذلك ان الاصلاح الذي جعله الامام الحسين a اهم مقصد من مقاصد المسيرة الحسينية كانت له جذوراً تاريخية، كان الامام قد ورثها من امير المؤمنين علي بن أبي طالب a وجده الرسول المصلح i والانبياء اصحاب الرسالات السماوية الاولى وهذا واضح من الزيارة المعروفة بـ (زيارة وارث) والتي جاء فيها: (السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله،..... يا وارث نوح نبي الله.... يا وارث ابراهيم خليل الله.... يا وارث موسى كليم الله،......يا وارث عيسى روح الله،.... يا وارث محمد حبيب الله.....يا وارث امير المؤمنين ولي الله... السلام عليك يا ثار الله وابن ثأره والوتر الموتور.. اشهد انك قد اقمت الصلاة واتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر).وهذا هو الهدف وهو الاصلاح من خلال اقامة فرائض الله وتعاليم الشريعة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.وقد ورد غرض الانبياء قي رسالاتهم السماوية في قوله تعالى على لسان النبي شعيب a في قوله تعالى " [إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ] هود/88، ثم اختتمت هذه الرسات برسالة الإسلام التي بلغها النبي محمد i في قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إليك مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ] المائدة 67، وقول امير المؤمنين a: ((اللهم انك تعلم انه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شي من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الاصلاح، في بلادك فيامن من المظلومون من عبادك وتقام من حدودك): نهج البلاغة: الخطبة: 131، وصولاً إلى امامنا الحسين a في قوله: (اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسداً ولا ظالماً وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي i اريد ان امر بالمعروف وانهى عن المنكر واسيرة بسيرة جدي وابي علي بن أبي طالب a.وملخص هذه الآيات القرآنية وأقوال الأنبياء وأمير المؤمنين علي a والامام الحسين a ان الهدف واحد في كل الازمان والاماكن وعند كل الانبياء والاولياء هو الاصلاح الذي امر به الله تعالى للهداية وترك الضلال وهذا بحد ذاته مشروع متكامل يختص بالقضايا الدينية من وعظ وارشاد وتعليم واحكام بل يشمل نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكري، لذلك كان لابد من تصحيح مسار الامة من خلال الاصلاح المتكامل وهذا هو سر خلود المسيرة الحسينية بكل ابعادها وتعاليمها وشعائرها وطقوسها على مر الزمان.وكان الموكب القليل العدد العظيم الارادة العبقري التصميم الذي زحف به الامام الحسين a من مدينة جده الرسول الخالد i إلى مكة المكرمة ليقرر هناك مستقبل المسيرة وثيقة خالدة من وثائق الرسالة الإسلامية المقدسة واساساً من اسس التشريع والفكر السياسي، إذ انه قرر مبدأ اساسيا واعلن اصلا عقائديا وقانونيا من اصول الإسلام السياسية.بين اليوم والامس خطوات ولكنها اكبر من ان تقاس فالكبار لا يقيمهم زمانهم فحسب بل تبقى بصماتهم اثرا شاهدا ومنارا للأجيال تشع بنور القدسية والبهاء الذي استوحوه من نور الامامة من نور أبي الاحرار الحسين a، فكان الشيخ المرحوم الدكتور احمد الوائلي لسان الفكر الامامي الناطق بفكر أهل البيت d.وكان شعر الوائلي مثل خطابته وثيقة من وثائق التوعية الجماهيرية الاصلاحية الفكرية، وحقا" ان خطيبا يمتلك هذه الموهبة الشعرية المرهفة.. لخليق به ان يكون رائد المنبر الحسيني المعاصر وعميده، إذ ان شعره يكشف اسرار النهضة الحسينية واعلام السيدة زينب ع عنها، فقد جعل الحسين a من الشهادة فتح من الفتوح وجذوة فأراق الدماء الطاهرة لينتصر على المدى البعيد، وهو امتداد للنبوة التي كانت جذوة بوجه الظالمين ولتعتيم الاعلام الاموي على هذه الجذوة ونسخ اهدافها ودوافعها، انبرت السيدة زينب J لهذا الإعلام.فلولا الاعلام الزينبي لكان الاعلام الأموي الحاقد قد طمس الحقائق ولكانت الدعايات المضادة لثورة الحسين a تؤتي اكلها كل حين ولكن تصدي العقيلة للجور والكفر في محاولاتهم لتزييف الواقع أفشل مخططاتهم وابدل فرحهم بقتل الحسين غما بغم وابكاهم ندما وعضوا الانامل منهم غيضا"، فلله درك يا رمز البطولة والجهاد يا جبلا" من صبر.اكد الامام الحسين a في خطبه وكلامه ومكاتباته ومراسلاته على الحفاظ على التعاليم الإسلامية التي انزلها الله تعالى على نبيه محمد i والعمل بها ونبذ العنف والتطرف ورفض الحرب والتأكيد على التعايش السلمي وترك النزاع والخصام.الدروس المستنبطة للزيارة الأربعينية لهذا العام 2015-2016 والتي بلغت تقريبا (22) مليون زائر.إن المسير إلى كربلاء سيرا على الاقدام من اجل تحقيق مطلب معين أو الفات النظر إلى قضية معينة وسيلة حضارية اتخذتها الامم وفرضت بها ارادتها وهناك شواهد عديدة من التاريخ التي تبين المقاصد من وراء هذا المسير.ففي السنة السادسة للهجرة خرج رسول الله i بالف وبضع مئات من اصحابه يريد مكة لأداء العمرة بمسيرة سلمية فلما علم مشركو قريش بذلك لم يستطيعوا قتالهم واوقعوهم في حرج شديد لئلا تقول العرب انهم قتلوا اناسا عزلا من السلاح جاؤوا قاصدين البيت الحرام، واضطروا للصلح مع النبي i في الحديبية وعده الله تبارك وتعالى فتحا مبينا في سورة الفتح.- حج الامام الحسين a ماشيا على قدميه إلى البيت الحرام تعظيما له، كذلك ان المسير إلى الامام الحسين مشيا على الاقدام تعظيما له واجلالا واظهاراً للولاء للآل البيت ومحبتهم التي جعلت ملايين الموالين يقطعون مئات الكيلو مترات من دون ان يصطحبوا معهم طعاما أو فراشا أو حاجات شخصية لأنها مواساة لآل النبي وعياله الذين اقتيدوا اسارى في الصحراء بلا غطاء ولا وطاء من كربلاء إلى الكوفة ثم إلى دمشق ثم اعيدوا إلى كربلاء ثم إلى مدينة جدهم i.- تنمية روح العمل الجماعي من خلال هذه الحركة الجماعية لهذه الملايين الزاحفة والتي تؤدي بالتالي إلى الوحدة ونبذ الخلافات والعنصرية إذ شاركت فيها مختلف الفئات واللغات واللهجات ومن ثم فهذه الحركة المليونية المباركة هي خير وسيلة للهداية والاصلاح، مثل الاهداف التي تؤديها صلاة الجماعة من التوحد والعقل الجمعي.- من الدروس المستنبطة من المسيرة الأربعينية هي التضحية وتحمل المصاعب والمشقة من اجل تحقيق اهدافها السامية ولهذا تم تعبأة الامة لخدمة الزائرين ومن مختلف الاختصاصات والفئات العمرية والدينية والمهنية.- حققت المسيرة الاربعينية بكل ابعادها تطورا كبيرا وملموسا على صعيد تهذيب النفس والسلوك الاجتماعي والانساني والفكري والعقائدي في مختلف الاديان وليس الدين الإسلامي فقط وبهذا فقد اكتسبت المسيرة الاربعينية الصفة العالمية بجدارة وهذا بحد ذاتها يضيفها قوة في الارادة وتحقيق النصر على النفس الامارة بالسوء. | ||
Keywords | ||
المسيرة; الحسينية; الخالدة; دراسة; للإعلام; الزينبي; شعر; الدكتور; أحمد; الوائلي | ||
Statistics Article View: 122 PDF Download: 100 |