سـورة الحـاقة - دراسة في ضوء التحليل الدلالي | ||
مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعة | ||
Article 1, Volume 11, Issue 41, September 2016, Pages 343-391 | ||
Author | ||
حامد عبد الرضا جبار | ||
Abstract | ||
من خلال الولوج في مضمار دراسة هذا النص القرآني الشريف تبينت لنا النتائج الآتية: 1- اتضح من خلال التحليل المقطعي لفواصل السورة أنَّ هناك توافقاً وانسجاماً في تشكيلها المقطعي، إذ كانت أغلب مقاطع تلك الفواصل هي مقاطع طويلة سواء أكانت مفتوحة أم مغلقة، أما المقطع القصير فلم يرد إلا قليلا، وإنَّ سر تشكيل تلك الفواصل من مقاطع طويلة هو أن المقطع الطويل يكون أكثر تأثيرا في المتلقي. كما قد تبين أنَّ التغييرات الموقعية الناتجة من خلال التبادل بين المقاطع الصوتية الثلاثة (ص ح، ص ح ح، ص ح ص) في فواصل السورة قد أحدثت بدورها تنويعاتٍ موسيقية أكسبت النص جمالية رائعة في الايقاع، وإنَّ التوظيف الرائع لهذه التنويعات الموسيقية هو سر الإعجاز الصوتي الرامي لجذب انتباه القارئ والسامع الى التدبر في مضمون ومحتوى هذا الكتاب الجليل.2- كشفت الدراسة أنَّ اسلوب التنغيم قد توظف في بعض المواضع ليوحي بمعنى العظمة والإجلال، كما قد أفاد في التمييز بين اسلوبي الاستفهام، والإخبار في قوله تعالى: (ما أغنى عني ماليه) الآية 28، وذلك من خلال التغيير في درجة التنغيم عن طريق الصعود أو الهبوط في الأداء النطقي. 3- اتضح أن سورة الحاقة قد وُظفت فيها أبنية صرفية خاصة اسهمت في إثراء النص القرآني بفيض إشعاعاتها الدلالية الرائعة، حيث نجد مثلا توافر بعض أبنية الاسماء كاستعمال المصدر واسم الفاعل، فإن هذه الاسماء بدورها أفادت ثبوتية، ودوام المعنى لتلك الأبنية في هذه السورة وهذا ما تقتضيه الرؤية اللغوية للنص، كما قد اتضح لنا في هذه السورة كذلك كثرة توارد صيغ الأفعال المزيدة وغلبتها على الأفعال المجردة، وإن سبب ذلك وكما هو متعارف، هو أنَّ الأبنية المزيدة أو الطويلة تمتلك تأثيراً في نفس المتلقي أكثر من الأبنية المجردة، وهذا ما جعلها تتناسب ومعاني الفزع والهول والرهبة المتضمنة في السورة المباركة.4- تلمسنا من خلال دراسة المستوى النحوي أن سورة الحاقة قد توافرت فيها جملة من التراكيب النحوية التي تميزت بدقة الاستعمال منها (التقديم والتأخير، والحذف والذكر، والتعريف والتنكير)، وقد كان توارد مثل هذه التراكيب النحوية هو لتعزيز انسجام واتساق العلاقات النحوية بين المفردات والجمل من جهة، ولإثراء النص القرآني بشحنات دلالية عديدة؛ وذلك كون هذه الأساليب تمتاز بتغير معانيها من خلال التلاعب بمفرداتها، وذلك نجدها هنا قد خرجت لمعان مختلفة بحسب ما تطلبته السياقات اللغوية في السورة. كما قد تبين لنا أن اسلوب التوكيد كان له وقع خاص في السورة، حيث نجد أنه قد اُستعمل حرفي التوكيد (إنَّ واللام) في أربعة مواضع متكررة، جميعها كانت في نهاية السورة، وسرُّ ذلك هو أن هذين الحرفين هما من أهم حروف التوكيد، ومجيئهما معا بهذه الصورة الفنية الرائعة كان بمثابة خاتمة توكيدية لأحقية القرآن وصدق الرسالة المحمدية أولا، و لما تضمنته السورة من أخبار غيبية، وقصص الأمم الغابرة ثانيا.5- في المبحث الاخير مبحث(الدلالة المعجمية) لاحظنا مجيء ألفاظ معجمية غريبة قد اختلف المفسرون في بيان معانيها كلفظي (الحميم، والغسلين)، ولكن عند التقصي عنهما في بطون المعجمات والتفاسير اتضح أنَّ جميع تلك المعاني تكون مقبولة ومناسبة لسياق السورة، وذلك كون هذين اللفظين يمثلان مشتركاً لفظياً، والمعروف أنَّ معاني المشترك اللفظي العديدة تكون أحياناً متقاربة في مفهومها، كونها ترجع الى معنى عام تستظل تحته ما دام لم يحصل بنها تعارض أو تقاطع معنوي، كما تبين في السورة استعمال بعض التعابير السياقية التي جرت مجرى الأمثال عند العرب، كلفظ (اليمين) الذي استعمل في تعبيرين سياقيين مختلفين، دلَّ في الأول على معنى معجمي وهو التيمن والبركة، فيما أشار في الثاني الى معنى كنائي ليدل على الإهانة والإذلال. | ||
Keywords | ||
سـورة; الحـاقة; دراسة; ضوء; التحليل; الدلالي | ||
Statistics Article View: 62 PDF Download: 25 |