مدخل لفهم قواعد التفسير القرآني | ||
مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعة | ||
Article 1, Volume 11, Issue 40, September 2016, Pages 583-598 | ||
Author | ||
صباح خيري راضي العرداوي | ||
Abstract | ||
بعد هذا الشوط من السير في سلوك التفسير لابد من مراعات ما فرضه البحث العلمي عليه من ضوابط وشروط للتفسير القرآني، وهي بسبب الحاجة لفهم الازمات والارهاصات الفكرية العسيرة المخاض عند المفسر في مجال الفكر الاسلامي والدراسات المعاصر خاصة التي انتجت لنا فهم جديد للواقع المتغير حول الرؤى والقبليات التي يحملها كل متناول للتفسير، ويمكن فهم هذه الرؤى على شكل شروط اربع، وهي:الشرط الاول: يرى اصحاب الدراسات اللغوية واللسانية هذا الشرط مهم في دراسة النص القرآني ويقصد به فهم اللغة العربية بكل فنونها من نحو وقواعد وبلاغة وعلم اللغة وتقسيمات الخطاب القرآني، وذلك لان القران عربي اللغة عالمي الخطاب.اما الشرط الثاني: معرفة من كلف في تفسير القران قال تعالى: [وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ]( ) وهو النبي الاكرم واهل البيت عليهم السلام، قال تعالى: [يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً]( ). وهذا يكون من خلال الروايات، وهي اما ظنية أو قطعية، وهذا يستدعي الالمام بهذه المرويات التي هي عدل القران منها ما جاء عن النبي واهل بيته d، وهذا المجال لابد من التوغل فيه يستدعي ضبط الرواية والدراية، التي تبنى عليه الاحكام والعقائد والاخلاقيات اما قولا أو فعلا أو تقريرا.الشرط الثالث: لم يكن ذلك كافاً في فهم الدين واصوله ما لم تبين الاطلاقات والعمومات التي جاءت في القران الكريم، فكان دور الاصولي بعد الرجوع الى الاخبار وابذال الجهد وافراغ الوسع في تحصيل ومعرفة هذه النصوص لتبين ما اجمل واطلق من النصوص القرآنية وكذلك ما كانت الآيات فيها عمومات لابد من تقيدها بشكل يتطلب استنباط قواعد اصولية يرجع فيها الفقيه الى استنباط احكامه الشرعية كانت المساحة في هذا المجال واسعة النطاق عند الامامية لان الحاجة الى تبين ما هو واجب من المستجدات من امور عقدية واحكام شرعية والالتزامات اخلاقية فرضتها الظروف والواقع، اما من انطوى على اخبار وتقيد بها لم تسعفه على مر السنين لتبين الآيات القرآنية ومقاصدها التي لم تذكر في روايات ولا في أي أحداث تاريخية تبين ذلك، ولهذا بدأ التخبط في فهم القران ومنه نشأة المدارس أو الاتجاهات الفكرية أو العقائدية الاخرى. الشرط الرابع: حينما نجد ان اللغة وكل مقاصد في الروايات النبي واهل البيت d لا تكفي في فهم النص القرآني، ولا ما جاء به الاصولي يفسر النص القرآني لأنه في اطار استنباط حكم شرعي ليس الا، اصبح من الضروري ان ننظر الى الواقع الذي أبدى ضرورة ملحة وهي المنهج باستخلاص نظرية قرانيه من القران الكريم في مجال الواقع والتشخيص لمشكلة ما وتحديد حيثياتها ثم الرجوع الى القران لنخرج بنظرية في بناء منظومة قرانيه، وبعبارة اخرى، حينما نجد من الف في مجال البحث الموضوعي وخاصة السيد محمد باقر الصدر اختلف عن ما سبقه في هذا المجال ولكنه واجه مشكلة اخرى وهي حينما الف كتبه بشكل موضوعي، وهنا ايضا تسأل ان الفلسفة والاقتصاد المبني على مقاربات منهجية عنده وعلم الاجتماع والنفس ما لم يأت من الشروط الثالث السابقة؟تبين انه لابد من دراسة التأويل- وهذا ما اروده في مباحث علوم القران- لان قبليات المفسر لها دور في فهم الواقع المتغير ضمن الثوابت التي بيناها (القران والسنة) وذلك بسبب الصيرورة والتحول الذي يعيشها زمن النص والمفسر، لان النص ثابت قطعي والمفسر متغير بحسب الظرف والزمان، لهذا نستطيع ان نقول ان الفهم اليوم هو محاولة مد جسور الى الحقيقة سوى كانت عبر منهج أو تعدد المناهج أو عبر منهجيات أخرى ولكن الغاية الوصول الى الحقيقة لفهم مراد الله عزّ وجل. وأيضاً نريد نتساءل في الدراسات التفسيرية هل الدراسة التجزيئية اليوم هي المراد لتفسير النص؟ أم الدراسة الموضوعية التي تحدد موضوعاً ما وتترك باقي الموضوعات؟ أم دراسة الغرض الكلي لسورة واحدة والاكتفاء بها وبموضوعاتها وغاياتها المحدودة؟ أم ماذا؟! فالتساؤل متروك لكم ولي في التفكير. | ||
Keywords | ||
مدخل لفهم قواعد التفسير القرآني | ||
Statistics Article View: 100 PDF Download: 22 |