التشبيه والتمثيل في القرآن الكريم - سورة الرحمن أنموذجاً - | ||
مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعة | ||
Article 1, Volume 11, Issue 40, September 2016, Pages 491-505 | ||
Author | ||
نهضة صاحب الشريفي | ||
Abstract | ||
التشبيه والتمثيل من فنون البلاغة العربية ويعدّان أساسا ينطلق منه العلماء في تصوراتهم وإبداعاتهم، ولدى تأملنا في أقوال اللغويين نجد مدى التقارب الدلالي بين التشبيه والتمثيل، مع احتفاظ كل منهما بخصائصه ومميزاته.وقد أسهب في التعريف الاصطلاحي للتشبيه جمع غفير من علماء البلاغة من المتقدمين والمتأخرين، ويعد المبرد من أقدم العلماء الذين تصدّوا لتعريفه إذ جعل للتشبيه حدّ لأن الأشياء إذا تشابهت من جهة فهي تتباين من جهة أخرى.وأما التمثيل فقد ذكر عبد القاهر الجرجاني تعريفاً اصطلاحيا له بيّن فيه أن التمثيل هو إحداث علاقة بين طرفين احدهما يجسد الآخر بمثابة تعريف له.وتأتي بلاغة التشبيه ضمن اعتبارين: أحدهما: بلاغته باعتبار الصورة الكلامية التي يظهر من خلال إطارها، والآخر: بلاغته باعتبار بُعد مرماه ومقدار ما يعكسه من خيال، والمعنى والقصد الذي يراد منه.وقد عرضنا لموسوعة الشيخ محمد علي بن مراد علي المدعو بالمدرس الأفغاني، ذات الأجزاء الستّة، في تقسيمه للتشبيه ذكر فيها ان له طرفان، إما حسيان يدركان بإحدى الحواس الخمس الظاهرة، أو عقليان، أو مختلفان: بأن يكون المشبه عقلي والمشبه به حسي أو العكس.ومن علماء البلاغة المعاصرين الدكتور محمد حسين الصغير، وقد أهمل الأداة في تقسيمه للتشبيه ولم يقم لها اعتبار لأنها - بحسب اعتقاده - ليست بذات أهمية كأهمية الاعتبارات الأخرى مثل طرفيه ووجه الشبه.واختلف العلماء في وجه العلاقة بين التمثيل والتشبيه فمنهم من لم يفصل بينهما، ورأى ان الأصل اللغوي لهما واحد، ومنهم من جعل العلاقة بين التشبيه والتمثيل علاقة عموم وخصوص مبينا أن التشبيه عام والتمثيل أخص منه.وقد جاء الاستعمال القرآني في آيات سورة (الرحمن) المباركة لأداتين فقط من أدوات التشبيه وهي: (الكاف، وكأن)ووقع التشبيه في أربع آيات كريمات في هذه السورة هي قوله تعالى: [خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ] [وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلاَمِ] [فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ] [كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ]. وتم التوقف عند هذه الآيات وتبيان الصورة التشبيهية فيها، فاتضح أن التمثيل والتشبيه يجتمع في آية [فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ] لأنه ينطوي على صورتين متداخلتين ومتراكبتين، الأولى: التمثيل، وهو تجسد السماء (وردة)، والأخرى: التشبيه المتفرع من الصورة الأولى وهو ان الوردة كالدهان، في حين أن الآيات الأُخر انطوت على الصورة التشبيهية فحسب. | ||
Keywords | ||
التشبيه والتمثيل في القرآن الكريم; سورة الرحمن أنموذجا | ||
Statistics Article View: 48 PDF Download: 11 |