الخليفة الإمام الحسن بن علي Ë وفترة خلافته حتى وفاته (دراسة مقارنة بين المصادر السنية والشيعية) | ||
مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعة | ||
Article 1, Volume 11, Issue 39, November 2016, Pages 463-504 | ||
Author | ||
أحمد مبارك سالم سعيد عبد الله | ||
Abstract | ||
عندما بويع الإمام الحسن بن علي بالخلافة بعد اغتيال أبيه (رضي الله عنهما) أصبح هو الخليفة الشرعي للمسلمين خلفاً لوالده، إلا أن الصراعات التي تمثلت في عهد والده امتدت لعهده، كما تمثلت في ظل دولته انشقاقات ومشاحنات أضعفت من موقفه وجعلته يجنح إلى الصلح مع معاوية بالتنازل عن الخلافة له بموجب بنود تضمنها هذا الصلح، والتي استوعبت البشارة النبوية بكونه يصلح بين فرقتين عظيمتين من الأمة المحمدية.ولئن تعددت وجهات النظر في ظل تعدد الروايات من خلال المصادر السنية والشيعية حول كثير من المسائل التي ارتبطت بخلافة الإمام الحسن a، فإن ذلك يستلزم غربلة هذه النصوص والتوثق من مصدرها لتأطير الأحداث في نصابها الصحيح حتى لا تُفهم بصورة مغلوطة، حيث بذلت في ذلك جهود بحثية لبلورة الأحداث التي تعاقبت بصورة متسارعة في هذه الفترة القصيرة.لقد كانت خلافة الإمام الحسن (عليه السلام ورضي الله تعالى عنه) خاتمة للخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وقد مثل الصلح الذي أبرمه - وإن كان مكرهاً - مرحلة محورية تحولت الخلافة بعدها من خلافة على منهاج النبوة إلى خلافة بنظام الملك، وكانت للإمام الحسن بعد إبرام الصلح في المدينة حياته التي قررت بعض الروايات فيها اعتزاله العمل السياسي وفق ما تقرره المصادر السنية، في حين أن المصادر الشيعية قررت أنه كان للحسن مراقبته في مختلف ما كان يبدر من معاوية أثناء خلافته تأكيداً منها على أنه لم يبايعه، وذلك حتى وفاته a مسموماً، حيث تضاربت الروايات في هذا الموضوع.لابد من التأكيد بأن مسألة الإمامة والحكم والاستخلاف وطريقة اختيار الحاكم من المسائل التي تصنف ضمن إطار (السياسة الشرعية) التي ترتبط بالمصلحة المرسلة للأمة وليس ضمن إطار (المسائل العقدية) كما جرى تصنيفها، أما بالنسبة لاستخلاف الإمام علي لابنه الحسن من عدمه فإنها مسألة من المسائل الخلافية الاستشكال فيها تحكمه الروايات وصحتها.وفي ظل تعدد الدلالات والمبررات التي جعلت الإمام الحسن بن علي a يجنح إلى الصلح وفق ما قررته الروايات التاريخية، فلا بد من التأكيد على أن ذلك قد ارتبط بإخبار غيبي قرره إخبار النبي i عنه بأن الحسن سيصلح بين فئتين من المسلمين؛ وعليه فإن الدلالات والمبررات التي ارتبطت بجنوحه إلى الصلح لا تخرج عن نطاق الاستدلالات التاريخية التي ارتبطت بمعطيات الأحداث، وإلا فإن الإخبار الغيبي هو الذي ينبغي أن تتقرر بناء على معطياته مساقات الأحداث في هذه الحادثة وفي غيرها من الحوادث في الحال وفي المآل.أما من ينفي هذه الروايات التاريخية ويرى فيها مخالفة صريحة لدلالات نصوص نبوية يبني عليها إنكاره لمبادرة الإمام الحسن إلى الصلح، فإن كلا الرأيين مبني على استدلال يراه كل فريق على حده من خلال استقراء هذه النصوص، وأياً ما كانت اعتبارات الرأيين فإن الروايات التاريخية قد تواترت عند كثير من المؤرخين على مبادرة الإمام الحسن إلى الصلح تأكيداً لرفعة مكانته وحكمته حقناً لدماء المسلمين ودرءاً للفتنة بينهم؛ وعليه فإن الأسباب التي ارتبطت بجنوح الإمام الحسن a كانت متعلقة بالظروف التي أحاطت به.لقد نأى الإمام الحسن a بعد أن غادر الكوفة بنفسه عن الحراك السياسي بعد أن استقر في المدينة وفقاً لما قررته مصادر أهل السنة تأكيداً على بشارة الرسول i بأن يكون الحسن سبيلاً للصلح وإعادة وحدة الأمة، وذلك بخلاف المصادر الشيعية التي ترى بناء على نفيها مبايعة الحسن لمعاوية أنه كان منعزلاً في حياته بعد الصلح مع أخيه الحسين K، وذلك حتى وفاته ودفنه بالبقيع.وبناءً على هذه الروايات المتعددة حول المتسبب بقتل الإمام الحسن a بالسم، فإن هذه الروايات متضاربة من حيث المتن بين الفريقين ولكل فريق رأيه وأسانيده في اثبات ونفي الرواية. | ||
Keywords | ||
الخليفة الإمام الحسن بن علي | ||
Statistics Article View: 62 PDF Download: 52 |