الإمام الحسن a... مقدمة لثورة الطف | ||
مجلة الکلیة الاسلامیة الجامعة | ||
Article 1, Volume 11, Issue 39, November 2016, Pages 27-56 | ||
Author | ||
أزهار كريم الطرفي | ||
Abstract | ||
من المعروف أن الإمام الحسن السبط a قد كان مثالاً وأنموذجا يحتذى به وتضرب به الأمثال للسلم والسلام في عموم الكرة الأرضية منذ انبثاق الإسلام، وقد شهد له بذلك الأعداء قبل الأصدقاء من اللذين لا يمتلكون ضمائر حية من الكتّاب والمؤلفين والمختصين في هذا الشأن كون ان الإمام أبو محمد الحسن المجتبى هو ثاني أئمة أهل البيت d بعد رسول الله i وسيد شباب أهل الجنة بإجماع المحدثين, واحد الاثنين اللذين انحسرت بهما ذرية رسول الله i، واحد الأربعة اللذين باها بهم رسول الله i نصارا نجران، ومن المطهرين اللذين اذهب الله عنهم الرجس، ومن القربى اللذين أمر الله بمودتهم، واحد الثقلين الذي من تمسك بهما نجا ومن تخلف عنهما ضل وغوى. وبعد التحاق الرسول محمد i الى الرفيق الأعلى، اخذ ذلك المسير المنظم بالانحراف، بعد أن ترك الناس احد الثقلين اللذين أوصى بهما رسول الله i حينما قال "إني تارك فيكم الثقلين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي"، وقد تصور المجتمع بساطة هذا الانحراف غافلاً من انه سيؤدي إلى كارثة عظيمة فالأمة التي كان لابد لها أن تبقى أفضل الأمم سرعان ما انحرفت في هذا الامتحان- امتحان الخلافة - وتبدلت تلك الافتخارات إلى حقيقة مخوفة سعى بسببها المليارات من الناس نحو الظلام. ومع غروب شمس النبوة المشرقة، اختطفت السلطة من صاحبها الأصيل، وتسلمها بنو أمية ظلماً وعدواناً، مع إن الإسلام ما اخضر عوده إلا بجهاد وتضحية بني هاشم.وعندما تسلم أمير المؤمنين a الخلافة جرى ماء الحياة من جديد في تلك الجذور المتخشبة لهذه الشجرة المقدسة ولكن لم تمضِ سوى فترة إلا وغيبت الشموس الزاهرة فحرمت البشرية من أن تحيا بسعادة في ظل حكم أهل البيت d فبعد استشهاد أمير المؤمنين a كان لابد أن تكون الخلافة لأبي محمد الحسن المجتبى a الذي سعى للحفاظ على دين الإسلام من جهة العمل ضمن نطاق سياسة إلهية مهمة تتضمن بيان الحقيقة للناس بفضح بني أمية وعلى رأسهم معاوية لعنه الله.ولابد لنا من القول أن أهل البيت d لا يمارسون قياداتهم للمجتمع ومواجهة الانحراف بنسق واحد وطريقة واحدة لان كل إمام منهم يواجه ظروفاً مختلفة تحكم بالضرورة لانتهاج ما يراه الإمام مناسباً وبالتالي فان هدف الأئمة d هدف واحد ومنهجهم في العمل السياسي والاجتماعي ايضا منهج واحد، وان الأئمة هم حجج الله على أرضه وكل عمل يقوم به احدهم هو بأمر الله تعالى وفي صالح الإسلام والمسلمين.وقد يفصل البعض بين نهضة عاشوراء التي قام بها سيد الشهداء a وبين الصلح الذي عقده الإمام الحسن المجتبى a مع معاوية رغم إنهما كما قال رسول الله i" الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا "، فالإمام الحسن والإمام الحسين K لم تكن أهدافهما مختلفة أبدا ولكن كل منهما قام بحسب ما تقتضيه شرائط زمانه، ولابد من القول أن موقف الإمام الحسن المجتبى a كان صعباً وحساساً أكثر من دور سيد الشهداء a لأن مسؤولية الإعداد أصعب من تفجير الثورة والقيام المسلح لأن الشخص الذي يريد بناء وتربية جيل على المفاهيم الصحيحة فبدون شك وتردد لابد أن يلاقي صعوبات عديدة، فهو يحتاج إلى برنامج منظم وزمان طويل ومخطط دقيق على المدى البعيد والكوادر الصالحة والتقية والاحتياط من اجل المحافظة على هذا الجيل في حال الإعداد والبناء وعوامل البقاء خلال عشرين أو ثلاثين سنة أو أكثر، وأخيرا فهو بحاجة للاستعداد الكامل لتحمل الكلمات الجارحة والبعد عن كل مدح وثناء ومن هنا يعرف مدى أهمية مسؤولية الإمام الحسن المجتبى a ودوره العظيم، فانه يشكل القسم المهم من النهضة المباركة وان رسالته ورسالة أخيه الحسين K كانت واحدة ولكن تتشكل من قسمين ولعل هذا من أسباب ما ورد من قول الإمام الحسين a في يوم عاشوراء حين قال: (وأخي خير مني)،لان الإمام الحسن المجتبى a كان عليه أن يهيئ الأرضية الصالحة للنهضة المباركة وان الإمام الحسين a قام بتلك النهضة الحقة من خلال تمهيد الإمام الحسن a له باتخاذ الموقف المناسب. | ||
Keywords | ||
الإمام; الحسن; مقدمة; لثورة الطف | ||
Statistics Article View: 116 PDF Download: 12 |